د. محمد جميح
اليمن “وقف” للإمام!
الساعة 11:40 مساءاً
د. محمد جميح

قبل شهور تداولت مؤسسات مختلفة تتبع ميليشيات الحوثيين في صنعاء مشروع إقامة منشآت دينية حديثة في قلب مدينة صنعاء القديمة المصنفة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وقبل أسابيع نشر الحوثيون تصاميم للمخطط الجديد الذي ينوون تنفيذه في قلب المدينة التاريخية، غير آبهين بحقيقة أن هذه الإنشاءات المستحدثة ستضر بوضعية صنعاء على قائمة التراث العالمي الذي لا يجب إحداث أي تغيير فيه وفقاً للوائح اليونسكو.

هذا ليس موضوعنا، الموضوع سيدور حول التبرير الذي بموجبه يخطط الحوثيون لبناء هذه المنشآت التي يمكن أن تكون على شكل مزار ديني باسم الإمام علي بن أبي طالب مكان الأسواق التقليدية التي تحوي مئات المحلات الصغيرة التقليدية في قلب المدينة القديمة، حيث برر الحوثيون ذلك بالقول إن تلك الأسواق هي «وقف الإمام علي بن أبي طالب» زاعمين ـ على خلاف التاريخ الثابت ـ أن الإمام وصل إلى صنعاء وتجمع الناس حوله للاستماع إليه، وبالتالي فإن كل تلك المساحات التي تشكل جزءاً كبيراً من صنعاء القديمة أصبحت وقفاً للإمام، ويجب أن يقام فيها بناء قال مسؤولون يمنيون في عدن وصنعاء إنه سيكون مزاراً دينياً جديداً تهدف الميليشيات من ورائه لتحقيق أهداف أيديولوجية وسياسية واقتصادية مختلفة.

وقبل أيام خرج أحد رجال الدين الحوثيين ليقول إن منطقة غرب صنعاء الواسعة المسماة «عصر» هي وقف «حبَّسها (أوقفها) الأمير الحسن بن حمزة بن داوود في القرن السابع للهجرة» أي قبل أكثر من سبعة قرون، زاعماً أنه تم العثور على وثيقة الوقف تلك بعد سيطرتهم على صنعاء عام 2014، وبالتالي فإنه، وحسب الوثيقة يجب أن تعود منطقة «عصر» التي تشكل جزءاً كبيراً من العاصمة اليمنية «وقفاً» يُقسم رَيْعُه على ثلاثة أثلاث حددها كالتالي: الثلث الأول يكون من نصيب «العلماء والمتعلمين والقراء والمقرئين والمفيدين والمستفيدين في جامع صنعاء» الذي يديره الحوثيون، والثلث الثاني من نصيب «الفقراء الساكنين في صنعاء من الهاشميين الفاطميين من ذرية الحسن والحسين» حسب وصفه، والثلث الثالث يُعطى لـ«عابر السبيل الذي يأتي إلى الجامع الكبير» و«ما فاض من هذا الثلث الأخير (يكون) للعلماء والمتعلمين في عصر» الذين هم ملاك الأرض الأصليون الذين يراد لهم أن يعيشوا على ما فاض من عائدات ثلث أرضهم التي يراد أن تكون وقفاً تشرف عليه سلطة الحوثيين، «إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها» حسب تلك الوصية المزعومة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص