الرئيسية - عربي ودولي - الرئيس الأمريكى حسم قرار خروج بلاده من الاتفاق.. وموقف بوتين عجل بالقرار المرتقب
الرئيس الأمريكى حسم قرار خروج بلاده من الاتفاق.. وموقف بوتين عجل بالقرار المرتقب
الساعة 04:25 مساءاً
اقراء ايضاً :
1.9="" color:="" font-size:="" font-weight:="" line-height:="" new="" simplified="" style="font-family: " times="">فاجأ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب العالم المعنى بتطورات ملف الاتفاق النووى الإيراني، وقدّم موعد إعلان قراره النهائى بشأن الاتفاق النووى الغربى الإيرانى  من السبت 12 مايو إلى الغد الثلاثاء الساعة الثانية ظهرا بتوقيت العاصمة واشنطن،فى وقت كانت الأنظار تتجه إلى موسكو وبروكسل للقيام بالمحاولة الأخيرة وإنقاذ الاتفاق.
 
فما هى الأسباب التى دعت ترامب إلى أخذ تلك المبادرة؟؟
 
سياسة ترامب
 
بملاحظة قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يتضح أن سياساته تقوم على الاستمتاع بتحيير خصومه وأعوانه على حد سواء، خاصة حول القرارات الكبرى ذات الجدل المحتدم، وهو ما يمكن قراءته فى سياق تقديم موعد إعلان القرار النهائى بشأن الاتفاق النووى ذلك الذى كان من المفترض التوصل إليه بحلول يوم السبت المقبل الموافق 12 مايو.
 
فى الثلاثين من إبريل الماضى أطلق ترامب تصريحه المثير للجدل حين استقبل فى البيت الأبيض، نظيره النيجيرى محمد بخارى، وقال قتها: "سأتخذ قرارا بخصوص الاتفاق النووى مع إيران قبل 12 مايو"، وفى هذا الحين فهمت تلك التصريحات فى إطار حرب الأعصاب مع الإيرانيين خاصة أن وزير الخارجية جواد ظريف والرئيس حسن روحانى قالا إن طهران ستواجه أمريكا "بردود غير متوقعة".
 
وفى الأيام الاخيرة أصبح لدى ترامب كل المسوغات السياسية لإعلان خروج بلاده من الاتفاق خاصة بعد الإعلان الإسرائيلى عن وثائق ما يقال إنها لـ"المشروع الإيرانى النووى العسكرى"، فى العرض المسرحى الذى قدمه رئيس وزراء تل أبيب بنيامين نتنياهو يوم الأول من مايو الجارى.
 
وربما دار السؤال فى ذهن ترامب: وفقا لكل تلك المسوغات، وبعد القرار الإيرانى المتصلب إزاء رفض الجلوس مرة أخرى على طاولة المفاوضات وتعديل الاتفاق، إذن لما الانتظار إلى يوم السبت؟!
 
ردا على روحانى
 
أصدر الرئيس الإيرانى حسن روحانى تصريحا قال فيه إنه لا يستبعد بقاء بلاده فى الاتفاق النووى إذا انسحبت الولايات المتحدة منه شرط أن يضمن الأطراف الآخرون تحقيق أهداف طهران، وهو التصريح الذى قرأه ترامب فى ضوء التسوية المبطنة التى تم التوصل إليها بين بروكسل (عاصمة الاتحاد الأوروبى) وطهران من جهة وبين بروكسل وواشنطن من جهة أخرى حول الصيغة الجديدة للاتفاق إذا خرجت الولايات المتحدة الأمريكية منه.
 
يمكن التوصل إلى تلك النتيجة من خلال ما أضافه روحانى إذ قال: "إما أن تتحقق أهدافنا من الاتفاق النووى بضمان من الأطراف غير الأمريكيين، وإما لا تكون الحال كذلك ونتابع طريقنا"، وهذا ما يعنى أن تكون إيران قد توصلت إلى صيغة جديدة تكون أمريكا ليست طرفا فيها وهى صيغة (4 + 1) بخصم واشنطن من معادلة العلاقات وتأمين مصالح الشركات الأوروبية فى طهران خاصة أنها هناك أموالا أوروبية سائلة بالفعل فى السوق الإيرانية، مع تأمين التجارة الإيرانية مع العالم، على غرار مشروع "الإجراءات المتقابلة" المشروع الذى أقره الاتحاد الأوروبى فى عام 1996 لتأمين تجارة أوروبا مع هافانا وطهران.
 
فى ضوء ذلك قال روحانى أمس إن واشنطن ستندم "ندما تاريخيا" إذا انسحبت من الاتفاق، ولقد فكرنا فى كل السيناريوهات واتخذنا الإجراءات المناسبة. ستكون الولايات المتحدة أكبر خاسر فى هذه القضية"، ما معناه أن أوروبا ستتأثر بالكعكة التجارية بالكامل من دون حصول اللوبى المالى الأمريكى على أدنى مكسب تجارى، لعبا على وتر الانتقادات التى وجهت على ترامب بشأن حرمان رأس المال الأمريكى من المشاركة فى السوق الأيرانية.
 
وساطات فاشلة
 
فى الأيام الماضية حاول الأوروبيون تباعا التوسط لدى واشنطن لعدم خروج ترامب من الاتفاق؛ لكن هذه الوساطات قوبلت بالفشل بل حصل ترامب على مواقف متتالية من ماكرون وميركل تؤيد الخط الامريكى والنهج الترامب ضد طهران، ما دعى اللاعب الفرنسى إلى محاولة توسيط روسيا واستخدام العلاقة الوثيقة بين بوتين وترامب من أجل ثنيه عن تقويض دور بلاده فى الاتفاق.
 
غير أن حتميات المعادلة أشارت إلى أن بوتين نفسه يرى أن موقفه سيكون أفضل حال خروج أمريكا من الاتفاق وسيجبر إيران على الارتماء فى أحضان موسكطو الاعتماد عليها كضامن دولى وحيد، بالنظر إلى أن التقارب الامريكى ـ الإيرانى فى عهد أوباما كان من مسببات الإزعاج لدى موسكو.
 
فضلا عن أن الاتفاق بصورته الحالية يجعل طهران ـ من منظور موسكو ـ أقرب إلى النموذج الغربى منها إلى النموذج الروسى الشرقى، وهو ما استشعره ترامب من أحاديثه مع بوتين لذلك حزم رأيه على أنه لا فائدة من الانتظار إلى يوم السبت المقبل وإعلان قرار الانسحاب النهائى غدا الثلاثاء.
 
وبالرغم من كل هذا ما تزال كل السيناريوهات مفتوحة، ومن الممكن أن يعلن ترامب عن تعليق الاتفاق وليس الخروج منه وإمهال الأوروبيين شهريين إضافيين لحين زيارته إلى لندن منتصف يوليو، كما أن احتمال أن يبقى مع رفع تمديد تجميد العقوبات يبقى واردا، وهذا ما تعلمنا إياه خبرة تحليل سياسات الرئيس الجمهورى ورجل الأعمال ذى الأصول الألمانية.