الرئيسية - محافظات وأقاليم - مفاجأة من العيار الثقيل ...عبد العزيز جباري يتلقى ردا صاعقا ومزلزلا يظهر كيف ضحك جباري في اللقاء التلفزيوني على دقون كل اليمنيين
مفاجأة من العيار الثقيل ...عبد العزيز جباري يتلقى ردا صاعقا ومزلزلا يظهر كيف ضحك جباري في اللقاء التلفزيوني على دقون كل اليمنيين
الساعة 12:55 مساءاً

ما قاله جباري، في لقائه بقناة اليمن، جميل ومرتب. ساعدته لغته السياسية المدرّبة على الإحاطة بأفكاره. 
في الأخير هو كغيره من السياسيين، في الداخل والخارج، يقرأون الرواية من فصلها الأخير. في تقدير جباري، الذي شدد عليه خلال اللقاء، فالحوثي يحارب لأجل إيران، وإيران هي من دفعته للحرب. قال إن مسؤولاً حوثياً كبيراً “ربما كان يقصد المشاط” قال له: انقذوا الشعب أو سندمره أكثر وأكثر فالقرار لم يعد بيدنا.

لذيذة هذه الواقعية السحرية في كلام الرجل. غير أنها، للأسف، لا تحيط بالمسألة كما هي طبيعتها. ليست إيران هي من دفع الحوثي إلى احتلال العاصمتين عدن وصنعاء، وليست من حقق له أحلامه السماوية.

اقراء ايضاً :

من مكّنه من احتلال اليمن هم: الجيش اليمني، الحرس الجمهوري، المؤتمر الشعبي، عائلة صالح، شيوخ القبائل ..

انتهى تحالفه مع كل هذه القوى إلى هيمنته عليها كلها. هذه الواقعية الجديدة لا تغير الحقيقية التاريخية، وهي أن الجيش اليمني والحرس الجمهوري والرئيس السابق وأكبر حزب في اليمن، كل أولئك، تمالأوا مع جماعة إرهابية قاتلة، منحوها كل السلاح من المدرعات إلى الصواريخ طويلة المدى، بغية البطش بالسياسة وبالنظام الجمهوري وبأي فكرة عن حكومة دستورية.

لاحظت إيران أن هجوم الحوثي على الدولة اليمنية كان ناجحاً، وأن النتيجة الإجمالية تصب في صالحها، بالضرورة.

هاهو الحوثي، وهو أبعد ما يكون عن إيران، يقاتل ويقاوم ويواصل تدميره للمجتمع بعد أن فتك بالدولة. يستخدم في كل ذلك تركة النظام العميق والقبيلة العميقة، وتلوح له إيران من بعيد متمنية له مزيداً من التوفيق!

الحوثي ليس إيرانياً بل يمني منكم، كان يعيش في الجبال شارداً بأوهامه حتى قال له كل أولئك: انزل، سنحقق لك أحلامك دفعة واحدة.

ليلة اجتياحه لصنعاء ـ إذا نسيتم هذه اللحظة الحرجة فأنتم لا تستحقون حتى الشفقة ـ أعلن الجيش اليمني في بيان تاريخي مخيف التزامه الحياد، داعياً كل الوحدات العسكرية في كل مكان إلى إغلاق أبوابها والبقاء في أماكنها. تحركت عربات الحوثي في صنعاء بسرعة قياسية، التهمت كل شيء: البنوك، أقسام الشرطة، مباني الحكومة، الشوارع، بعض المعسكرات، الإذاعة والتلفزيون، منازل الساسة، مقارات الأحزاب، مباني الوزرات .. إلخ. خلال بضعة ساعات استحكمت قبضة الحوثيين على صنعاء.

وفي تلك اللحظة، أيضاً، كانت معسكرات الجيش المتواجدة داخل صنعاء تعج بـ ٦٠ ألف عسكري. وكانت معسكرات وزارة الداخلية، في صنعاء أيضاً، تمتلئ بقرابة نصف ذلك العدد من الجنود.. وكان هناك عملياً وإجمالاً ما يقرب من ١٠٠ ألف عسكري وضابط في صنعاء ليلة دخول الحوثي إليها، كلهم أعلنوا الحياد!

وكان معسكر واحد فقط من معسكرات الجيش، اللواء الثالث حرس، يملك ٢٥٠ دبابة حديثة! 
وكانت كلها مرصوصة على تلة واسعة داخل العاصمة صنعاء!

ويجي فلان والا فلتان يتمنيك ويقول لك إيران!

مقال للكاتب مروان الغفوري