الرئيسية - تقارير خاصة - صحفي يمني يلجأ للظل تحت جسر الصداقة صنعاء وهناك حدثت المفاجأة التي لم يتوقعها...شاهد (تفاصيل وصور)
صحفي يمني يلجأ للظل تحت جسر الصداقة صنعاء وهناك حدثت المفاجأة التي لم يتوقعها...شاهد (تفاصيل وصور)
الساعة 04:20 صباحاً

كتب/ عبدالكريم الرازحي

في كل رمضان ادشن رحلاتي الرمضانية بالخروج الى مطار صنعاء الدولي.

اقراء ايضاً :

 

ومثلما يخرج الناس يستمطرون ويدعون الله ان يسقيهم الغيث ويغيثهم بالمطر اخرج للمطار وانا صايم عاطش متعب وبلانوم وادعو الله ان يعجل في افتتاح المطار. 

 

طبعا افعل ذلك ليس لان لي رغبة في السفر وانما لان افتتاح المطار سوف يمكن بناتي الثلاث المنتشرات في ثلاث قارات : آسيا واوروبا وامريكا من زيارتنا ثم ان منى اصغر بناتي المقيمة في نيويورك ماانفكت في كل اتصال لها تسالني نفس السؤال :

- يابابا متى بايفتحوا المطار من اجل ازوركم؟ 

اقول لها : والله مالي علم يابنتي لكن كل مااقدر عليه هوانتظار قدوم رمضان والخروج للمطار بالسيكل للدعاء عسى الله ان يستجيب لدعائي 

 وفي صباح يومنا هذا خرجت للمطار للمرة الرابعة خلال اربع سنوات وقد خرجت هذه المرة مع المقاول الصغير صديقي المهندس بشر امين هو بالموتو سيكل وانا بالدراجة 

طبعا المقاول الصغير كان مقاولا ناجحا و كانت الاحلام تدغدغه والكل يتنبأ له بالتطور من مقاول صغير الى مقاول كبير لكنه افلس للاسف وعاد الى سابق عهده وسابق فقره وليس هذا بامر غريب فهناك مقاولون كبار صعدوا الى قمة المجد وذروة النجاح وقمة الثراء ثم افلسوا لكن الغريب هو ان المقاول الصغير يعزو افلاسه اليّ ويقول باني من حين اشتغلت معه ادبرته وكنت السبب في افلاسه.

 

والمهم هنا هو انه اثناء عودتنا من المطار وبعد ان تجاوزنا ميدان التحرير ودخلنا شارع كلية الشرطة في طريقنا الى ميدان السبعين توقفت تحت "جسر الصداقة "وكنت في غاية التعب والارهاق وبدون نوم 

ولشدة مااغراني الظل والبرود قررت انام بجانب اثنين من المشردين كانا نائمين في نفس المكان وقلت لصديقي المهندس بشر :

- امش انت وخذ سيكلي معك وانا سوف انام هنا  

غيران المهندس بشر اعترض على قراري وظل يثرثر جنبي في محاولة منه لاقناعي بمواصلة السير وكان ان ايقظ بصوته المشردين النائمين 

 ومن ثقل النعاس الذي هبط علي لم يكن بي رغبة في القيام ومغادرة المكان الذي بدا لي اجمل وافضل من غرفة نوم في فندق خمسة نجوم.  

لكن في بلد مثل اليمن لااحد يترك لك حالك ويدعك تستمتع باللحظة التي تاتيك فجأة 

وحتى المشردون الذين كنت اعتقد بانهم بلابيوت وبلاسلطة اتضح ان لهم بيوتا ولهم سلطة وان بمقدورهم ان يستخدموا سلطتهم ويخوفوك ويخرجوك من المكان الذي اعتقدت بانه ملك الدولة او بأنه مشاع للجميع وبمقدورك استخدامه والنوم فيه 

وفيما كنت مستمتعا بالظل وبالبرود وبالنعاس الذي راح يداعب عيوني تناهى الى سمعي صوت انثوي يصرخ بي ان انهض :

- قم من جنبي  

لحظتها قمت مرعوبا لاجد نفسي وجها لوجه امام امراة وكان ماضاعف من شعوري بالرعب هو ان المرأة - ذات اللحاف الازرق -والتي استلقيت جنبها لم تكتف بان صرخت فوقي تأمرني بالقيام من جنبها وانما راحت تشهر في وجهي سكينا وتو اصل التهديد :

- قم من جنبي 

 وكان النائم بجانبها قد قام هو الآخر لكنه ظل يحملق في وجهي بصمت 

بعدئذ وقد غادرنا المكان قلت للمهندس بشر وقد استعدت شجاعتي ورباطة جأشي:

- بأي حق تقوم بطردي وتشهر في وجهي السكين! 

قال : عندها حق الجسر بيتها وانت دخلت بيتها ونمت جنبها ومن دون استئذان

احمد الله انها لم تغرز سكينها في صدرك