الرئيسية - تقارير خاصة - شـــاهــــد بالفيديو .. كيف جعل بن لادن مسكنه فخاً للموت؟
شـــاهــــد بالفيديو .. كيف جعل بن لادن مسكنه فخاً للموت؟
الساعة 04:20 مساءاً

سلطت وثائق "أبوت آباد" المصادرة من مخبأ بن لادن، التي تم الكشف عنها مؤخرا، الضوء على منزل المطلوب رقم واحد على قوائم الإرهاب الدولية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

اقراء ايضاً :

تأتي هذه الوثائق بعد مضي ثمانية أعوام على إغارة وكالة الاستخبارات الأميركية على مجمع "أسامة بن لادن" في إحدى ضواحي العاصمة الباكستانية إسلام أباد.


مأوى آمن.. أم فخ للموت
وتكشف الوثائق أن هذا المنزل المُنشأ مطلع 2003، والذي كان مأمولا منه أن يكون مأوى آمنا ودائما لزعيم تنظيم القاعدة وأفراد أسرته، فإن أسامة بن لادن جعل منه فخا للموت، منهيا فيه قصته بعد عقد كامل من الملاحقة الأمنية.

فبعد 5 سنوات أمضاها أسامة بن لادن في مخبئه بأبوت آباد، مشرفا منه على شؤون تنظيمه ومراقبا عن كثب ما يسمى "الربيع العربي"، آملا بدور بارز فيه، ويظهر في عدد منها حرصه على متابعة خطاباته وآلية تناولها عبر قناة الجزيرة.

قاتل للأسرة بعد لم الشمل
فإذا بهذا المنزل، وعوضا عن أن يحميه يكون هو نفسه قاتله، تماما كما تنبأ وتوقع عقب خروج عدد من أفراد أسرته من إيران، انشغاله بإعادة لمّ شمل أسرته المبعثرة ما بين إيران ووزيرستان وباكستان.. فجاء التوقع على مصرعه بعد شهرين فقط من وصول زوجته خيرية صابر "أم حمزة" إلى مقر إقامته ومن بعدها حمزة.


ومن خلال ما كشفت عنه وثائق أبوت آباد، التي لم تقتصر على النصوص، بل حفلت بالكثير من الصور ومقاطع الفيديو، فإن بن لادن في إحدى رسائله المؤرخة في رجب 1431هـ، ولأول مرة استطعنا معرفة المزيد عن مسكن بن لادن، والحياة تدب بين زوايا وطبيعة حياة الرجل الأول لتنظيم القاعدة، ومرافقيه من أفراد أسرته في هذا المكان الرف والمبنى الضعيف الذي لا يقاوم البرد.

الإنسان الأول وبيوت الأرانب والأبقار
ففي نظرة من الداخل لمنزل بن لادن، يظهر لنا مساعي زعيم القاعدة إمعانا بالعزلة والابتعاد عن الأنظار، وتحقيقا للاكتفاء الذاتي لجأ إلى أساليب الإنسان الأول بتأمين بيوت للأرانب والدجاج وتربية أبقار في الفناء الخلفي، والاهتمام بزراعة عدد من المحاصيل الزراعية.

كذلك نرى بن لادن في مقاطع أخرى أقل جدية وأكثر عفوية وهو يتجهز لبروفات تسجيل مترقب في مناسبة مرور الذكرى العشرية لأحداث 11 سبتمبر.. كما يُظهر تدريب زعيم القاعدة لحفيده عبد الله من ابنته الكبرى خديجة، زوجة عبد الله الحلبي، المسؤول المالي لتنظيم القاعدة، على فن الإلقاء، واقفا أمام ذات الخلفية الزرقاء التي اعتاد بن لادن وضعها لحجب ما هو خلفها من أثاث المنزل، ويبدو أنه كان مسرحا لباقي أحفاده.

بن لادن وبياض اللحية واحتراف الرماية
وهناك على ما يبدو في منزل بن لادن، مَن احترف الرماية، مرجحا أن يكون ابنه خالد الذي قتل معه خلال الغارة.

وفي فيديو يبدو أنه التقط لزعيم تنظيم القاعدة قبل مقتله بمدة وجيزة، مؤرخا بالعام 2011، يظهر فيه بن لادن مرتديا الزي الباكستاني- الأفغاني، مع تركه البياض يتمدد في لحيته وتهذيبها، ووضع شيء من الحناء، قبل أن تنطفئ عيناه إلى الأبد.

قال: "أخبرنا الأخ عبد الله الحلبي (عبد اللطيف) أن أسرتي في إيران في طريقهم للمجيء إلى الإخوة في باكستان أو وزيرستان، فمن باب الحيطة والحرص على سلامة الجميع، ينبغي أن نضع في حسابنا أن مجيئهم قد يختلف عما ألفناه في مجيء إخواننا سابقا من إيران لأسباب منها أن ابني لادن قد سمح له الإيرانيون بالخروج من إيران والذهاب إلى سوريا، إظهارا لحسن النية بأنهم سيطلقون بقية المعتقلين، وهو سيكون حريصا على أن يطمئن الأهل بأن إخوته سيخرجون قريبا من إيران، ولا يخفى عليكم أن مثل هذا الخبر سيتم تناقله عبر الهاتف في حين أن الهواتف مراقبة".

نفق كوهات - بيشاور وقطع المراقبة
وتابع بن لادن: "وبذلك أصبحت المعلومة ضمن قدرة الخصوم معرفتها ومن ثمَّ إن كان القائد الاستخباراتي في المنطقة واعيا جدا، وسيظن بأنهم قد توجهوا إليَّ وسيقوم بمراقبتهم للتوصل إلى المكان الذي فيه يستقرون، ومهما كانت نسبة ورود هذه الاحتمالات في مراقبتهم، فمن باب الأخذ بالحيطة والحذر ينبغي قطع المراقبة بالطريقة التالية: أن يذهبوا إلى النفق الذي بين كوهات وبيشاور، ويتم ترتيب موعد محدد بينهم وبين أحد الإخوة على أن يتم اجتماعهم داخل النفق، ويتم تبديل السيارات فيركبون في السيارة التي مع الأخ الذي سيلتقون به، بدلا من السيارة التي كانوا فيها، وينبه الأخوة الذين سيسيرون بالسيارات على أهمية الالتزام الدقيق بالموعد الذي يتفقون عليه، وبعد تبديل السيارات يواصل الأخ الذي أخذ السيارة التي يحتمل عليها المراقبة، السير إلى مكان ليس عليه أي شبهة، ثم يواصل القادمون من إيران السير إلى مكان آمن في بيشاور، ريثما نرتب لهم المجيئ بإذن الله".

 

الإيرانيون غير مؤتمنين.. وشرائح التنصت
استطرد بن لادن قائلا: "ينبغي تنبيههم إلى أهمية التخلص مما أحضروا معهم من إيران، كحقائب السفر أو كل ما يدخل فيه مقدار رأس المخيط، حيث إنه قد تم تطوير شرائح للتنصت صغيرة جدا تدخل داخل حقن العلاج، وبما أن الإيرانيين غير مؤتمنين فمن الممكن زرع شرائح في بعض مقتنيات القادمين" .