يواجه "حزب الله" تحديا كبيرا بعد اغتيال حسن نصر الله في سد الثغرات التي سمحت للعدو بتدمير مواقع الأسلحة وتفخيخ الاتصالات واغتيال الأمين العام للحزب الذي ظل مكانه مجهولا لسنوات.
- اقراء ايضاً :
- ظهورمستكشف جديد.."معلومات موثوقة" تعيد الطائرة الماليزية المفقودة إلى الواجهة
- "لحظة إصابتها وسقوطها"..الحوثيون يعرضون مشاهد لإسقاطهم مسيّرة أمريكية نوع "MQ9" (فيديو)
- بعد إشارة "الحسناء الشقراء" لرونالدو.. صديق أليشا ليمان يفكر بالرحيل!
- أول تعليق من "حماس" على "أنباء طردها" من قطر
- طريقة لعلاج التهاب الجيوب الأنفية بدلا من التثقيب أو مضادات الحيوية
- توقعات بحدوث زلزال مدمر بسبب اقتراب كويكب "إله الفوضى" من الأرض (صور)
- رويترزعن مسؤول أمريكي:قطرتبلغ قادة حماس طلبا أمريكيا بمغادرة الدوحة بعد رفضهم مقترح تبادل الأسرى
- بعد صفقة الإمارت..مصر تقترب من توقيع اتفاق استثماري كبير مع السعودية
من: اليمن الآن
وقع مقتل نصر الله في مقر قيادة الحزب يوم الجمعة الماضي وبعد أسبوع واحد فقط من تفجير إسرائيل لمئات من أجهزة البيجر والوكي-توكي المفخخة، وشكل مقتله ذروة سلسلة سريعة من الضربات التي اغتالت نصف مجلس قيادة "حزب الله" ودمرت قيادته العسكرية العليا.
ونقلت "رويترز" أنها في الأيام التي سبقت مقتل نصر الله وفي الساعات التي تلت ذلك، تحدثت مع أكثر من 12 مصدرا في لبنان وإسرائيل وإيران وسوريا وقدموا تفاصيل عن الأضرار التي ألحقتها إسرائيل بالحزب بما في ذلك خطوط إمداده وهيكله القيادي، وطلب الجميع عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية الأمر.
وأفاد مصدر مطلع أن إسرائيل أمضت 20 عاما في تركيز جهود المخابرات على "حزب الله" ويمكنها استهداف نصر الله عندما تريد وحتى وإن كان في المقر الرئيسي.
وأفاد مسؤولان إسرائيليان لـ "رويترز" بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودائرته المقربة من الوزراء منحوا الموافقة على الهجوم يوم الماضي الأربعاء، ووقعت الضربة بينما كان نتانياهو في نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومنذ حرب 2006، يتجنب نصر الله الظهور العلني وأخذ حذره لفترة طويلة وكانت تحركاته محدودة ودائرة الأشخاص الذين يقابلهم صغيرة للغاية، وفقا لمصدر مطلع على الترتيبات الأمنية لنصر الله. وأضاف المصدر أن الاغتيال يشير إلى أن جماعته اخترقها جواسيس لصالح إسرائيل.
وأفاد مصدر أمني مطلع قبل أسبوع أن أمين عام "حزب الله" بات أكثر حذرا من المعتاد منذ تفجيرات أجهزة البيجر في 17 سبتمبر الجاري، خشية أن تحاول إسرائيل قتله، واستدل المصدر على ذلك بغيابه عن جنازة أحد القادة وتسجيله المسبق لخطاب أذيع قبل أيام قليلة.
وتقول إسرائيل إنها استهدفت نصر الله بإسقاط قنابل على مقر تحت الأرض أسفل مبنى سكني في جنوب بيروت.
ويقول الخبير في شؤون "حزب الله" بجامعة الدفاع السويدية ماغنوس رانستورب: "هذه ضربة هائلة وفشل استخباراتي لحزب الله. علموا أنه كان يعقد اجتماعا. كان يجتمع مع قادة آخرين وهاجموه على الفور".
وإلى جانب نصر الله، يقول الجيش الإسرائيلي إنه قضى على ثمانية من أكبر تسعة قادة عسكريين في "حزب الله" هذا العام وقُتل معظمهم في الأسبوع الماضي. وقاد هؤلاء وحدات تتراوح من فرقة الصواريخ إلى قوة الرضوان وحدة النخبة العسكرية في الحزب.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني في إفادة صحفية يوم السبت، إن الجيش حصل على معلومات "في الوقت الفعلي" حول اجتماع نصر الله مع قادة آخرين. ولم يذكر شوشاني كيف علموا بذلك لكنه قال إن القادة اجتمعوا للتخطيط لشن هجمات على إسرائيل.
وقال الجنرال عميحاي ليفين قائد قاعدة حتسريم الجوية الإسرائيلية إن عشرات الذخائر أصابت الهدف خلال ثوان، مضيفا "العملية كانت معقدة وتم التخطيط لها منذ فترة طويلة".
أظهر "حزب الله" القدرة على استبدال القادة سريعا وهاشم صفي الدين ابن خالة نصر الله مرشح منذ فترة طويلة ليكون خليفته. وقال دبلوماسي أوروبي معلقا على نهج الحزب: "إذا قتلت واحدا، يظهر آخر جديد".
وسيواصل الحزب القتال وطبقا لتقديرات الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن لديها نحو 40 ألف مقاتل قبل التصعيد الحالي إلى جانب مخزونات كبيرة من الأسلحة وشبكة أنفاق ممتدة قرب حدود إسرائيل.
تأسس حزب الله كجماعة شبه عسكرية في طهران عام 1982، وهي العضو الأكثر قوة في محور المقاومة ضد إسرائيل وطرف في حد ذاته له أهميته إقليميا. لكن الضربات التي تلقاها خلال الأيام العشرة الماضية أضعفته من الناحيتين المادية والمعنوية.
وبفضل الدعم الإيراني الذي تلقاه على مدى عقود، كان "حزب الله" قبل الصراع الحالي من بين الجيوش غير النظامية الأكثر تسليحا في العالم مع ترسانة تضم 150 ألف صاروخ وقذيفة وطائرة مسيرة، وفقا للتقديرات الأمريكية.
وبحسب تقديرات إسرائيلية، يعادل هذا 10 أمثال حجم الترسانة التي كانت لديه في عام 2006 خلال حربه الماضية مع إسرائيل.
وعلى مدار العام الماضي، تدفق مزيد من الأسلحة إلى لبنان من إيران إلى جانب كميات كبيرة من المساعدات المالية، بحسب مصدر مطلع.
ولم تتوفر سوى القليل من التقييمات العامة المفصلة بشأن مدى الضرر الذي لحق بهذه الترسانة نتيجة الهجوم الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي، والذي ضرب معاقل الحزب في سهل البقاع بعيدا عن الحدود اللبنانية مع إسرائيل.
وقال دبلوماسي غربي في الشرق الأوسط لوكالة "رويترز" قبل هجوم الجمعة، إن حزب الله فقد ما بين 20 و25% من قدراته الصاروخية في الصراع الدائر بما يشمل مئات الضربات الإسرائيلية الأسبوع الماضي.
وأشار مسؤول أمني إسرائيلي إلى أن "قسما جيدا للغاية" من مخزونات حزب الله الصاروخية دُمر دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
في الأيام القليلة الماضية، استهدفت إسرائيل أكثر من ألف هدف تابع لـ "حزب الله". ولدى سؤاله عن قوائم الأهداف واسعة النطاق للجيش، قال المسؤول الأمني إن إسرائيل واكبت بناء حزب الله لقدراته على مدى عقدين بالاستعدادات لمنعه من إطلاق صواريخ في المقام الأول، في دعم لمنظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي التي غالبا ما تسقط الصواريخ التي تُطلق على إسرائيل.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن حقيقة أن "حزب الله" لم يستطع سوى إطلاق 200 صاروخ فقط يوميا خلال الأسبوع الماضي دليل على أن قدراته تضاءلت.
قبل الضربة التي استهدفت نصر الله، قالت ثلاثة مصادر إيرانية لـ "رويترز" إن طهران تخطط لإرسال مزيد من الصواريخ إلى حزب الله تأهبا لحرب يطول أمدها.
وذكر المصدر الإيراني الأول أن الأسلحة التي كان من المقرر إرسالها تشمل صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى منها صواريخ زلزال الإيرانية ونسخة مطورة تتميز بالدقة تعرف باسم "فاتح 110".
وعلى الرغم من استعداد إيران لتقديم الدعم العسكري، فإن المصدرين الإيرانيين الآخرين أكدا أنها لا ترغب في التورط بشكل مباشر في مواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل.
وأضاف مصدر كبير في المخابرات العسكرية السورية أن "حزب الله" ربما يحتاج إلى رؤوس حربية وصواريخ معينة إلى جانب طائرات مسيرة وأجزاء صواريخ لتعويض تلك التي دمرتها الضربات الإسرائيلية في مختلف أنحاء لبنان الأسبوع الماضي.
وكانت الإمدادات الإيرانية في الماضي تصل إلى "حزب الله" عن طريق الجو والبحر. وقال مصدر في وزارة الأشغال العامة والنقل اللبنانية للوكالة، إن الوزارة طلبت من طائرة إيرانية عدم دخول المجال الجوي اللبناني يوم السبت بعد أن حذرت إسرائيل مراقبي الحركة الجوية في مطار بيروت من أنها ستستخدم "القوة" إذا هبطت الطائرة، وأضاف المصدر أنه لم يتضح بعد ما كان موجودا على متن الطائرة.
وقال مسؤول أمني إيراني لـ "رويترز" الأسبوع الماضي إن الممرات البرية هي حاليا أفضل طريق لنقل الصواريخ وأجزائها والمسيرات عبر العراق وسوريا بمساعدة الجماعات المسلحة المتحالفة مع طهران في هذين البلدين.
لكن المصدر العسكري السوري قال إن عمليات المراقبة الإسرائيلية بالطائرات المسيرة والضربات التي تستهدف قوافل الشاحنات قوضت هذا الطريق. وفي يونيو الماضي، ذكرت رويترز أن إسرائيل كثفت هذا العام هجماتها على مستودعات الأسلحة وطرق الإمداد في سوريا لإضعاف "حزب الله" قبل أي حرب.
وقال جوزيف فوتيل الجنرال السابق الذي قاد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط إن إسرائيل وحلفاءها يمكنهم بسهولة اعتراض أي صواريخ ترسلها إيران برا إلى "حزب الله" الآن، وأضاف "بصراحة ربما ينطوي هذا على مخاطرة هم على استعداد لخوضها".
المصدر: وكالات
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
الجيش العربي الأكثر كفاءة!