الرئيسية - ثقافة وفن - الخديعة الكبرى.. رحلة الوثنية من اللات في الحجاز إلى آل البيت في اليمن
الخديعة الكبرى.. رحلة الوثنية من اللات في الحجاز إلى آل البيت في اليمن
الساعة 08:29 مساءاً

 

اصدار/ مركز النهضة اليعربية. 1439هجرية.

اقراء ايضاً :

بقلم : سالم بن أحمد الحضرمي اليعربي.

عرض / عمار التام.

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن صحابته أجمعين وبعد: هذا عرض مختصر لكتيب صغير الحجم عظيم الفائدة يتعين على كل يمني مسلم سني غيور أن يتصفحه حرفا حرفا في ظل معركة اليمنيين الشاملة المقدسة لمواجهة أوثان آل البيت السلالي بعد عودتها وانقلابها على الجمهورية التي كادت أن تضع حدا لطي صفحة هذه الخرافة الوثنية بعد اثني عشر قرنا من مواجهة اليمنيين لها . فكان اليمنيون كلما شحذت خرافة أوثان آل البيت خناجر الغدر امتشق اليمنيون سيوف التوحيد والكرامة. وكلما كشفت خرافة أوثان آل البيت عن الاقنعة التي تختبأ خلفها في كل مرحلة من مراحل الصراع أسرج اليمنيون خيول المواجهة، وقد آن لليمنيين أن يطوو صفحة خرافة وثنية آل البيت وإلى الأبد . يطووها انتصارا لإيمانهم بالله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام ،وانتصارا لوجودهم وحاضرهم ومستقلبهم وأمجادهم وفتوحاتهم ورصيدهم الإسلامي الذي تمتن لهم البشرية في نشر رسالة الاسلام لهم. يقول المؤلف في مقدمة الكتاب "فجوهر الرسالة النبوية وهدفها وغايتها توحيد الله وعبادته وحده دون سواه، فلا قداسة لأحد ولا تعظيم إلا لله وحده لا شريك له، لهذا خلقنا الله وأرسل نبيه صلى الله عليه وسلم، ولهذا قطع النبي صلى الله عليه وسلم كل طريق يوصل إلى تعظيم أو تقديس غير الله، فَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» ، مُتَفَقٌ عَلَيه ، فنهى أن يزاد في مدحه عن عبد الله ورسوله. ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن أن يوصف بسيدنا فعن أنس بن مالك، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، يَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا، وَخَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، عَلَيْكُمْ بِتَقْوَاكُمْ ، وَلَا يَسْتَهْوِينَّكُمْ الشَّيْطَانُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُوني فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنزَلَنِي اللهُ عَزَّ وَجَل)اخرجه أحمد والنسائي". ويعلق على الأحاديث "وهذا حماية للتوحيد من المتربصين والمغيرين والمبدلين لدين الله. ولم يورث النبي صلى الله عليه وسلم مالا لورثته حتى لا يتوهم أحد أن له حقا في مال الناس بسبب أن له قرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا حرم النبي صلى الله عليه وسلم ماله على ورثته فمن باب أولى أن يكون مال غيره أشد حرمة على قرابته من بني هاشم. وكل هذا حماية لجناب التوحيد من أن يتوهم أحد أن النبوة تورث أو أن يستكبر أحد بسبب أنه من قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم أو أسرته فيجعل لنفسه قداسة يتوسل من خلالها إلى أموال الناس وحكمهم والتسيد عليهم فيقلب النبوة من هدفها وغايتها إلى مكاسب دنيوية ويهدم الرسالة من أساسها. قال صلى الله عليه وسلم: ( وإنَّ الأَنْبِيَاءَ لَم يُورَثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَما، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَطّ وَافِرٍ) أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان. وحارب النبي صلى الله عليه وسلم الاستكبار والكبر كما حاربه الأنبياء والرسل من قبله فلا تجد في سيرة الأنبياء والمرسلين إلا مواجهة المستكبرين الذين يمنعون الناس من الحق والتوحيد. لأن الاستكبار يمنع صاحبه من الخضوع لحكم الله ويمنعه من الحق؛ ولأن الاستكبار دين إبليس وفرعون وهامان، وأما دين الرسل والأنبياء فمن صفاته التواضع والرحمة بالناس ورفع الظلم ومواجهة المستكبرين". ويضيف "والرسول صلى الله عليه وسلم وكل الرسل والأنبياء من قبله لم يجعلوا لقرابتهم حقا في الرسالة أو شرفا أو حكما بسبب القرابة، لأن هذا ينقض الرسالة من أصلها وتتحول لدعوة دنيوية محضة وهذا من أشد البهتان والكذب والضلال ولو كان ما يقوله أهل الضلال والباطل صحيحا لكان عاد وثمود وقوم لوط وأبو لهب أول المؤمنين بالأنبياء". يختتم المقدمة "فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم لم يختلف الصحابة على التوحيد الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فاستمروا في الدعوة إليه وإزالة كل مظاهر الشرك التي بعث النبي بإزالتها فعن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي عنه: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته). ولم يقع من الصحابة تعظيم أو تقديس لأحد قرب نسبه من النبي صلى الله عليه وسلم أم بعد، بل كان جميع الصحابة والتابعين لهم بإحسان يتعاملون على قدر المساواة أمام الشرع المطهر والخضوع له. وما وقع من خلاف هو في الأحقية في الحكم بناء على رأي المسلمين في الأحق للأفضل في الأسبقية في الإسلام والهجرة، والعمل الصالح وليس للنسب أبدا فقدم المسلمون أبا بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين". ويعلق على النزاع بين علي ومعاوية "فلم يرفع علي في خلافه مع معاوية شعار أنه أحق بسبب أنه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، بل لم يتول إلا بالاختيار من المسلمين ولم ير نفسه سيدا على الناس ولا أشرف منهم ولا أن له حق التشريع أو أنه اختص بشيء من النبوة أو الرسالة أو العلم الخاص الملهم. ولم يتسمَّ بالسيد ولا بالشريف ولم يحط نفسه بقداسة ولا تمييز ولا ترفع على الناس، ولم ير أن له حقا في مال المسلمين، ولم يدر في خلده أبدا أن يدعى من دون الله أو أن يعظم، بل حارب مثل هذه الأمور . لكن الفتنة التي وقعت أورثت عند بعض شياطين الجن والإنس فكرة شيطانية لاستغلال هذا الأمر لصرف الناس وتحويلهم عن دينهم فخرجت فكرة أحقية آل البيت بالحكم ومظلوميتهم مع أنه لا يوجد نص بحق لأحد في الحكم. ولكن الشياطين البشرية جعلوا من هذه الفكرة مدخلا لهدم الإسلام من داخله كما هدم دين عيسى عليه السلام بفكرة بنوة الله لعيسى حذو القذة بالقذة. فعن أبي سَعِيدٍ الخدري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن اللذين من قبلكم شبرا بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم قلنا: يا رسول الله اليهود والنَّصَارَى؟ قَالَ «فَمَنْ؟) أي فمن غيرهم. متفق عليه". ويقول "إن مصطلح ( آل البيت مصطلح باطل شرعا وعقلا ولغة فقد مات النبي صلى الله عليه وسلم، ومات أهل بيته من زوجات، وأولاد. وأولاد أولاد فاطمة رضى الله عنها من على رضي الله عنه لا يصح انتسابهم للنبي صلى الله عليه وسلم بالنص القرآني قال تعالى " ما كان محمد أبا أحد من رجَالِكُمْ وَلَكن رسُول اللَّهِ وَخاتم النبيين وَكَانَ الله بكل شيء عليما"الأحزاب: 20. ولغة لا يصح نسبة أحفاد أحفاد أحفاد رجل بعد قرون إلى بيت رجل آخر، لا يقبل هذا شرعا ولا عقلا ولا لغة ". وتمحور الكتاب حول أبرز مظاهر وثنية وانحراف فكرة ومشروع آل البيت لخصه المؤلف في ستة مظاهر ودلل لكل مظهر عدد من الأمثلة الموثقة في مراجع الكتاب . "من مظاهر أوثان آل البيت في اليمن التي فاقت وثن اللات: سأذكر هنا أمثلة فقط؛ لأن كتابة جميع الأمثلة أو أكثرها أو الكثير منها يحتاج إلى مجلدات وستكون الأمثلة من أوثان آل البيت في اليمن شمالا وجنوبا دون تفريق، لأن الوثن لا يختلف باختلاف المكان والزمان. الأول/ إدعاء الربوبية والألوهية، أو بعض خصائصهما ، أو مماثلة الرسول صلى الله أو بعض خصائصه ، صلى الله عليه وسلم". الثاني/ دعوى اختصاص أوثان آل البيت بعلم كتمه النبي صلى الله عليه وسلم عن الناس وكتبه لهم، أو ألهمهم الله به من دون الناس، أو تلقوه مباشرة من الله، أو كشف لهم، أو أنهم المصدر الوحيد للعلم والدين، وكفر من خالفهم. وهدف أوثان آل البيت وسدنتها من هذا الكذب على الله ورسوله هو التلاعب بالدين وتغييره دون إنكار من الناس، لتحقيق أهدافهم وغاياتهم من السلطة والشهوة والمال". "الثالث/ إقامة الأضرحة على أوثان آل البيت والتبرك والاستشفاء بها، والذبح وتقديم النذور والقرابين والأموال لها ولسدنتها، والطواف بالأضرحة، ودعاء الأوثان من دون الله وسؤال قضاء الحوائج والاستغاثة والاستعاذة بها من دون الله والعكوف عليها أياما وليالٍ والاحتفال عند بعضها. لقد ملأ آل البيت اليمن بأضرحة أمواتهم كأوثان غالية، تثبت وترسخ سيطرة وثنية آل البيت على اليمنيين بحيث تؤخذ أموالهم المنقولة والثابتة باسم النذور لأضرحة آل البيت، فأثمن أراضي اليمن سيطر عليها آل البيت وسدنتهم باسم الوثنية التي أقاموها بديلا عن الإسلام وأصبحت حوطهم وهجرهم شمالا وجنوبا مستوطنات يدير فيها سدنة آل البيت المكائد والأكاذيب لاستعباد وإذلال اليمنيين وتدمير دينهم ودنياهم وربط اليمنيين بشبكة أضرحة أوثان آل البيت، فيعيش اليمنيون في شبكة أخطبوطية وثنية مميتة مدمرة لا فكاك منها بين أحياء وأموات آل البيت". "الرابع/ التمثيل بالقتلى واستخدام السحر والشعوذة وسبي النساء والعبث بالأعراض، والإيقاع بين اليمنيين والتحريض عليهم، وتجويعهم، وأخذ أبناء زعماء القبائل رهائن. تفنن سدنة أوثان آل البيت في تعذيب اليمنيين وإذلالهم مستلهمين كل الأساليب الوثنية، بل وتجاوزوها بمراحل وكل سادن يراعي في أساليبه طبيعة المرحلة والمكان فكل جهة لها أساليبها الخاصة". "الخامس / التعاظم والاستكبار واحتقار اليمنيين. فهم يعتبرون أنفسهم سادة وأسيادا على اليمنيين وهو من أبرز مظاهر الوثنيين المستمدة من الشيطان الرجيم ". 'السادس/ التلاعب بالأنساب وتفكيكها وتركيبها حسب ما يحقق المصلحة الوثنية بالسيطرة على اليمنيين وإخضاعهم. ولا يستغرب هذا على سدنة أوثان آل البيت الذين ينسبون أنفسهم للنبي صلى الله عليه وسلم أن الله قال : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) الأحزاب : ٤٠ وقَالَ تَعَالَى: ﴿ ادْعُوهُمْ لِآبَائهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللهِ ) الأحزاب : ٥ . وقال صلى الله عليه وسلم : (من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلا ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ". ويختم المؤلف الكتاب بدعوته لليمنيين: "وأدعو اليمنيين إلى الاجتماع في مواجهة أوثان آل البيت وردع ظلمهم وفجورهم، وإلى عدم الاغترار بدعاوى شذاذ الآفاق الذين يقدمون إلى اليمن باسم أوثان آل البيت مستغلين حب اليمنيين للإسلام وجهلهم بأحكامه، فيسيطرون عليهم وينهبون أموالهم وينتهكون أعراضهم باسم أوثان آل البيت". وللأسف ف"من أراد أن يوقف عليه أفضل الأراضي ويزوج بأجمل النساء فما عليه إلا أن يعلن أنه من أوثان آل البيت ليفتح عليه أبواب النعيم في اليمن)".