الرئيسية - محافظات وأقاليم - قرية يمنية لا تزال تعيش معزولة عن العالم وسكانها لا يعرفون الوسائل الحديثة (فيديو)
قرية يمنية لا تزال تعيش معزولة عن العالم وسكانها لا يعرفون الوسائل الحديثة (فيديو)
الساعة 09:39 مساءاً

تفاجئ الجميع بالفيديو الخاص الذيآآ ونشره في قناةآ على اليوتيوب، والذي عكس صورة حية لواقع مؤلم تعيشه قرية العتب في مديرية وصاب العالي محافظة ذمار ، قلب اليمن، حيث لا تزال القرية معزولة عن العالم حتى اللحظة بسبب عدم وجود طريق، الأمر الذي حرم أبناءها الكثير من الوسائل الحديثة، وجعل العيش فيها نوعا من التحدي للمشاق وارتياد المجهول.

وحول هذه المأساة التي تتجسد كثيرا بمعاناة النساء والأطفال خصوصا، في نقل المياه ، كتب أحد أبناء هذه القرية الذي حالفه الحظ بالخروج منها والاستقرار في صنعاء، بعيدا عن تلك المعاناة القاسية، لكنه لايزال مع أهل قريته بقلبه ووجدانه ، يشعر بما يشعرون، ويتألم كما يتألمون، وبشاركه الحزن زميله مبخوت العزي، الذي يعمل بالتدريس في جمهورية الصين الشعبية، لكنه لايزال بقلبه رابضا داخل قرية العتب بأعالي جبال وصاب الشماء.

اقراء ايضاً :

آ 

فيما يلي نص ما كتبه عبدالرقيب مرزاح الوصابي:

..........

لكنها يا عذابَ الصبرِ أحلام الرجال

كتب/ عبد الرقيب مرزاح


أطفالٌ قريتي بعمرِ الزهورِ و إصرارِ النجومِ ؛ تنضحُ أجسادهم بالبراءةِ و تنبئ قسماتُ وجوههم عن ذكاءٍ فطري نادرٍ لا يتكررُ ؛ طريةٌ أَحلَامُهُم و كلُّ يومٍ تشرقُ فيهِ الشمسُ يحلمونَ بحلمٍ جديدٍ ، يقارعونَ ظلمَ الطبيعةِ الوعرةِ
آ و قسوتها التي تدمي أعقابهم بمنسوبِ طاقتهم على تجديدِ الأحلام تَغدُو للحياةِ معنى ، تقسو الحياةُ فتخضرُّ قلوبهم بالأحلام ِ.

أطفالٌ يُظلِلِّهم الغمامُ تغزلُ أنامِلُهم آ سجاجيدَ الفرح و كأنما هم في صلاةِِ طويلةٍ أو بانتظارِ الصلاةِ يغدونَ مع الطيرِ يَحدُوهُم الرضا و اليقين ؛ البسمةُ لا تهجرُ مُحَيَاهُم و أصواتهم الشجيةُ تسدُ الأفاقَ و تملأ الجهاتِ الأربع بأهازيجهم يروضونَ العقباتِ و الآكامَ و مواويلُ تنسابُ عن شفاههم كالماءِ في رحلةِ بحثهم الدائم عن الماء و بإصرارهم أحلامهم يبتكرونَ أسباباً إضافيةً للتعلقِ بأهدابِ الحياةِ.

لكنها يا عذابَ الصبرِ أحلامُ الرجال.

أطفالُ قريتي العتب : رجالاً منذُ الولادةِ شَبُّوا عن الطوقِ باكراً يتجاوزون أعمارهم بسنواتٍ و سنواتٍ ضوئيةً لا يندبونَ حظهم العاثرِ و لا يعتبونَ على أحدٍ قسوةَ الظروفِ التي ولدوا و ترعرعوا فيها و لا يرتضونَ العجزَ _باقتدارٍ _ يحبطونَ الإحباطَ ؛ اقتبسوا من المروجِ اخضرارها و اخضلالها و من الجبالِ الراسياتِ استقوا معاني الشموخِ و الثباتِ يحبونَ الماءَ حباً جماً و ينسجونَ في سبيلِ إيجادهِ ملاحم و رواياتِ تَحدوهمُ الأمالُ و الأحلامُ .

لكنها يا عذابَ الصبرِ أحلامُ الرجالِ .

رحلةُ الظَّمإِ الطويلِ لم تنل من أروَاحِهم و عطش السنواتِ جعلهم أكبر بكثيرٍ من فكرةِ الزمنِ و كيفَ لا يكونُ و هم فتيةٌ يريدونَ أن يبلغوا من زمنهم ما ليس يبلغهُ من نفسهِ الزمنُ ينتظمونَ في طوابيرَ طويلةٍ في انتظاراِ دورهم في استجلابِ الماءِ ومن دونهم أمةً من الناسِ يسقون .آ 

يجدونَ مشقةً في الحصولِ على الماءِ لكنَّآ الماءَ الزلال يجري و يتدفقُ في ضفافِ أَروَِاحِهم و من بينِ أصابعهم تتدافعُ الأنهارِ بماءٍ غيرِ آسنٍآآ 
يجدونَ مشقةً و غصةً في إهدارِ أوقاتهم بحثاً عن شربةِ ماءٍ و لكنهم حين يريدونَ تبتسمُ السماء و تشرع أبوابها الشَّمَاءَ عليهم بماءِِ منهمرِ ..
تنمو أحلامهم و لا تنكسر تتراكمُ و لا تشيخُ عصيةٌ على النسيانِ كتدافعِ أطفالٍ صغارٍ في عيونِ الماءُ تعلو ضحكاتهم حتى إذا أخذتِ الأرض زخرفها و ازَّيَنَت ضرب القدرُ بعصاهُ الحجرَ فانبجست منه اثنتا عشرةَ عيناً و للأحلامِ في أَحداقِهِم حكايات و حكايات.آ 

لكنها يا عذابَ الصبرِ أحلامُ الرجالِ .

آ 

فيديو:آ آ 

آ