الرئيسية - محافظات وأقاليم - رسميا.. الرئيس هادي يخرج عن صمته ويحسم أمره ويفاجئ الجميع بهذا الموقف بشأن إيقاف المعارك .. شاهد ماذا قال؟
رسميا.. الرئيس هادي يخرج عن صمته ويحسم أمره ويفاجئ الجميع بهذا الموقف بشأن إيقاف المعارك .. شاهد ماذا قال؟
الساعة 08:12 صباحاً

تشتعل المعارك بشكل كبير بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، ومسلحي جماعة الحوثي المدعومين من إيران، في تصعيد عسكري هو الأكبر منذ أعوام فلم تشهد الحرب منذ معارك التحرير في المحافظات الجنوبية، تقدما متزامنا للقوات الحكومية في عدد من المحافظات اليمنية، وانهيارا كبيرا كالذي تعاني منه جماعة الحوثي اليوم، على الرغم من استماتتها الشديدة في مواجهة قوات الجيش والمقاومة، التي تفوقها عسكريا وبشريا.

أسبوع عاصف يقاتل فيه الحوثيون تحت سماء مشتعلة وأرض تهتز على وقع ضربات المقاتلات الجوية والآليات العسكرية، وتقدم القوات الحكومية من أقصى الغرب حيث مدينة الحديدة ومينائها الإستراتيجي، إلى أقصى الشمال الغربي حيث مدينة حرض ومنطقة عاهم التابعتين لمحافظة حجة، إلى مران معقل الجماعة في صعدة، وحتى دمت بمحافظة الضالع وسط اليمن، ضربات متتالية ومتزامنة خسر فيها الحوثيون مئات المقاتلين والكثير من الأراضي اليمنية التي يسيطرون عليها، ووضعت الجماعة في مأزق عسكري دفع زعيمها للخروج من مخبأه يناشد المقاتلين الذين تركو جبهات القتال بالعودة إليها والدفاع عن الحديدة ومينائها تحديدا، المورد المالي الأهم وآخر مراكز النفوذ الجيوسياسي في الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر.

اقراء ايضاً :

وجاء هذا التصعيد العسكري عقب دعوات وضغوط أمريكية وغربية على السعودية التي عانت كثيرا من مأزق مقتل الصحفي جمال خاشقجي، هذه الدعوات والتحذيرات الدولية التي أعطت مهلة شهر واحد لوقف القتال بحسب تصريحات وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين، تلتها دعوة أممية على لسان المبعوث إلى اليمن مارتن غريفيث، لعقد جولة جديدة من المشاورات نهاية نوفمبر، لكن التصعيد العسكري في الحديدة تحديدا، والذي تقوده الإمارات والسعودية بدعم أمريكي واضح أرجأ المشاورات إلى نهاية العام، وأثبت أن تأخر حسم الحرب في اليمن هو قرار سياسي بالدرجة الأولى للتحالف والدول الغربية التي تدعم السعودية.

ويثير هذا التصعيد الذي توقف مجددا نتيجة الضغوط الدولية الكثير من الأسئلة لدى اليمنيين، أو المهتمين والمتابعين للشأن اليمني، حول ماهية هذا التصعيد وهل قرار العالم إنهاء هذه الحرب حقا، أم أنها جولة جديدة من الصراع يحاول فيها التحالف كسب أوراق سياسية قبل المشاورات مع الحوثيين ؟

هل يقود التصعيد والضغوط إلى تسوية!

الباحث السياسي اليمني “عزت مصطفى” يرى أن التسوية السياسية باتت قريبة جداً أكثر من أي وقت مضى، بالنظر إلى التصريحات التي تصدر عن الإدارة الأمريكية والمبعوث الأممي مارتن غريفيث؛ وهي تصريحات مختلفة اللهجة عن العام الماضي والذي قبله؛ مايشير إلى أن التسوية السياسية شارفت على التحقق، وهذا لا يعني انتهاء الصراع في اليمن بقدر ما يشير إلى ترحيله لجولات قادمة.

ويؤكد “مصطفى” في حديث خاص لـ”اليمن نت” أن التسوية أيا كان شكلها، فإن التغييرات الكبيرة في المشهدين السياسي والعسكري كبيرين منذ بدء الانقلاب والحرب في 2014م، وتالياً بدء تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في مارس 2015م، فبعد أن كانت مليشيا الحوثي تطوق اليمنيين في عموم البلاد وتحوّط المكونات السياسية والمجتمعية جميعها؛ باتت اليوم نتيجة تدخل التحالف العربي إلى حركة مسلحة مطوّقة من الجميع وتحمل ثقل الخصومة من الجميع إثر الاجتياح المسلح الذي شنته ولم تستثني منه أحدا.

ويشير إلى أنه إذا ما توقفت العمليات العسكرية في نهاية نوفمبر أو بداية ديسمبر، فيلزم التسوية وقتاً اضافياً يقدر بشهر بعد ذلك لتوقيع التسوية إذا ما اتفق الطرفان على بنودها، وهو الأمر الأقرب إلى التحقق.

يناير .. ونهاية الحرب في قصائد “البردوني”

ويشير ” عزت مصطفى” إلى احتمالية أن تشهد اليمن تسوية سياسية مطلع يناير من العام القادم 2019م، فبالإضافة إلى رؤيته السياسية للأحداث يبني الباحث اليمني “مصطفى” توقعاته على نبوءات تضمنتها قصائد الشاعر اليمني الراحل “عبدالله البردوني”، ويعكف منذ سنوات على تحليلها وتفسيرها ومطابقتها بمراحل ومنعطفات سياسية شهدتها اليمن كان قد تنبأ بها البردوني في شهره منذ سنوات، وأوضح أن “البردوني” تحدث في قصائده عن تسوية تعقد في أول السنة ومطلعها تحديداً؛ وهي تسوية “مخاتلة” توقف الحرب ولاتنهيها بناء على موقف البردُّوني منها، والموعد الذي يطرحه البردُّوني يتوافق مع الاستنتاجات التي يمكن قراءتها من المعطيات السياسية الحالية.

وأضاف: إذا صحت قراءتنا لقصائد “البردوني” فإن الكثير من المتغيرات السياسية ستطرأ على المشهد اليمني بعد هذه التسوية، ستؤدي إلى فترة سياسية واقتصادية وأمنية أسوأ مما شهدتها اليمن، لكن معطياتها السيئة ستحتم على الشارع اليمني أن يغير المعادلات، وتبدأ بعد سنة ونصف أو سنتين الأيام الخضر التي بشرت بها قصائد البردوني، وهي أيام تشهد فيها اليمن ازدهارا واستقرار كبيرا.