الرئيسية - محافظات وأقاليم - خفايا وأسرار صحفي بارز يكشف عن جريمة مروعة وثقتها الأقمار الصناعية في هذه المدينة اليمنية
خفايا وأسرار صحفي بارز يكشف عن جريمة مروعة وثقتها الأقمار الصناعية في هذه المدينة اليمنية
الساعة 05:38 صباحاً

كشف الصحفي عبدالله دوبله تفاصيل حادثة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها القيادي في حزب الإصلاح أنصاف مايو في 29 ديسمبر 2015م في عدن بعد التقرير الذي نشره الموقع الامريكي “بوزفيد نيوز” عن الحادثة .

وقال دوبله في تصريح للمصدر أونلاين انه كان يعيش هو ومجموعة من الصحفيين في الدور الثالث لمبنى مكتب رئيس حزب الإصلاح في عدن أنصاف مايو بعد أن فروا من مليشيا الحوثي في صنعاء وكشف عن تفاصيل الليلة التي وصفها بالمرعبة ..

اقراء ايضاً :


فيما يلي شهادة دوبلة عن حادثة الاغتيال :

ذكريات ليلة مرعبة في عدن

كيف يمكن للمرء أن يستعيد ذكرياته عن ليلة مرعبة كادت أن تؤدي بحياته في هجوم ارهابي اكتشف مؤخرا ان وراءه مرتزقة امريكيون استأجرتهم دولة شقيقة قيل انها أتت لمساعدة اليمن واليمنيين.

في مساء 29 ديسمبر 2015، كانت الأجواء عادية في مكتب النائب البرلماني انصاف مايو بكريتر عدن وهو رئيس التجمع اليمني للاصلاح في المحافظة، وقد اتخذنا من دوره الاعلى سكنا لنا كصحفيين هاربين من صنعاء من بطش الحوثي وتنكيله بالاعلاميين، وايضا كمكان لمضغ القات.

كان النائب انصاف قد اتى إلينا بكتب عن الفنان اليمني الكبير محمد مرشد ناجي ووزعها علينا بعد ان استفزه صحفي من لحج في اليوم الاول بأن الفنان اللحجي فيصل علوي أفضل منه، ويعرف عن انصاف تشيعه للمرشدي الذي يشترك معه في الاصول الصومالية من جهة والدة المرشدي فضلا عن كونه فنان يمني كبير .

بعكس المكاتب الحزبية للاصلاح بالعاصمة صنعاء والمحافظات كان في مكتب انصاف لا يعاب على من يرتادوه فتح الاغاني اليمنية الأصيلة، وفي بعض الاحيان الرقص معها قبل جلسات المقيل والسمر لمضغ القات.

 

بل ان انصاف نفسه خبير في الغناء اليمني والعدني بالاخص، وهو القادم للعمل السياسي من نشاطه الرياضي في اعرق نادي يمني وعربي التلال العدني. في ذلك المساء وقبل عملية استهدافه كان يحدثنا عن أفضلية المرشدي وريادته في الفن اليمني بمختلف ألوانه من صنعاني الى عدني وتعزي وتهامي، مستشهدا ببعض الاغاني التي كنا نبحث عنها من خلال الانترنت، ونشغلها عبر الكمبيوتر المحمول لاحد الصحفيين.


 

عند ما يقارب الساعة العاشرة غادرنا النائب انصاف، ولم يمض على مغادرته دقائق حتى سمعنا حيث كنا في الدور الثالث انفجارا كبيرا ومزدوجا استهدف باب المكتب الخارجي وايضا سيارة مفخخة للمهاجمين بالقرب من الباب.

كنا أقل من عشرة، صحفيين شماليين وجنوبيين، ورئيس الدائرة الاعلامية لاصلاح عدن خالد حيدان والحارس الصبيحي الذي لم يكن يمتلك أكثر من رشاش الي كلاشنكوف.

عشنا حالة رعب رهيبة وكنا نتخيل ان المهاجمين سيدخلون علينا في أي لحظة للقضاء علينا، كان الحارس يطلب منا عدم مغادرة الدور الثالث، وبعد اكثر من ربع ساعة تخللها اطلاق رصاص من حراسة البنك المركزي في نهاية الشارع، دخل علينا مواطنون من جيران المبنى وقالوا بأن المهاجمين قد رحلوا وانهم كانوا يتحدثون الانجليزية، ولم افهم المعنى من ان المهاجمين كانوا يتحدثون الانجليزية، حيث كنت اظن ان المهاجمين يتبعون عناصر متطرفة من الحراك الجنوبي يزعجها وجود صحفيين من الشمال في مكتب النائب الاصلاحي انصاف، الا ان التقرير المنشور في الموقع الامريكي “بوزفيد نيوز” فسر هذه المسألة حسب شهادة المهاجمين أنفسهم بأنهم مرتزقة أمريكيون إستأجرتهم الامارات لاغتيال النائب انصاف مايو.

كان يدهشني كذلك عدم احتراق سيارتي التي لم يكن يفصلها عن السيارة المفخخة غير خطوات، وحين شاهدت الفيديو المنشور في الموقع والذي يبدو ان المهاجمين قد صوروه عبر الاقمار الصناعية ما يشير للاماكانات الكبيرة التي توفرت لهم اكتشفت ان احدى مدرعات المهاجمين قد حالت وقت الانفجار بين سيارتي وبين السيارة المفخخة، وانا الذي كنت أظن ان ملاكا كريما قد فعل ذلك.

هو لطف الله بالفعل، و إلا كنا في عداد الموتى، لعملية صبيانية لامراء امتلكوا المال والنفوذ لدى الدوائر الغربية حتى خيل لهم انهم يمكنهم ان يقتلوا من يشائون كأي عصابة مافيا لا تكترث لشيء من القيم الانسانية والاخلاق، أو حتى الخوف من العقاب.

لأجل اليمن، وسلامة أبنائه يجب ان لا تمر هذه الحادثة مرور الكرام، من مسؤولية الحكومة والتحالف العربي أو بالاصح الجارة السعودية التحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها.

فهذه العملية والتي كانت من أوائل العمليات في عدن بعد التحرير هي المفتاح لمعرفة كل الجرائم التي حدثت في تلك الفترة وما بعدها بما فيها العملية الارهابية التي أودت بالمحافظ جعفر سعد، والأئمة والخطباء في عدن.