علي البخيتي
ملائكة القتل... الدكتور محمد المصلي نموذجاً
الساعة 05:11 مساءاً
علي البخيتي

(كيف قتل المصلي الطفل عادل غلام الزقلة؟!).

ليس "الظُمين" طبيب الأعشاب من يمارس الدجل على الناس ويبيعهم الوهم ويدعي معالجة كل الأمراض؛ هناك أطباء خريجي جامعات يمارسون الشعوذة والنصب والاحتيال أكثر من الدجال "محمد عبدالسلام الظمين" بمراحل بحكم ان معهم شهادات.

مثلاً الدكتور محمد المصلي؛ في مدينة ذمار؛ طبيب عام؛ تخرج قبل عدة عقود؛ وفتح عيادة ثم مستوصف ثم مستشفى؛ يعالج فيه كل شيء؛ من الحمى للسرطان والإيدز وكل الأمراض؛ وهو لا يملك أي تخصص؛ وبمعايير نقابات الأطباء في العالم لا يسمح لمثله بالعمل كطبيب معالج ولا بفتح عياده ناهيكم عن مستوصف او مستشفى يعالج فيه كل الأمراض.

الدكتور المصلي لا يحيل اي مريض لغيره في الداخل؛ ولا للخارج؛ يبقى المريض ذاهباً وعائداً من البيت الى مستشفاه حتى يبيع كل شيء وآخرها البقرة؛ وبالأخص لمن يأتونه من الريف؛ وكل زيارة يكتب للمريض خمسة كيلو علاج من صيدليته ويحيله لمختبره البدائي؛وهكذا يتنقل المريض في جنبات مستشفاه حتى يموت من المضاعفات أو في منزله من الفقر؛ بعد أن يعجز عن عرض نفسه على أطباء مختصين؛ فكل مدخراته خسرها في "مسلخ" المصلي المسمى (مستشفى).

تسبب المصلي في كوارث كثيرة؛ وأخطرها أنه يؤخر اكتشاف المرضى لحالتهم الحقيقية؛ فيفوت عليهم العلاج في الوقت المناسب؛ كما أنه يدمر جهازهم المناعي بكثرة المضادات الحيوية التي يكتبها لهم؛ ولا يذهبون لغيره الا بعد ان ينهك أجسامهم وجيوبهم ويحتاجون للعلاج عام كامل على الأقل من وصفات المصلي الطبية وتشخيصه الخاطئ؛ هذا قبل الشروع في علاج مرضهم الأصلي؛ والذي يكون غالباً في مراحل متأخرة وغير قابلة للعلاج.

تسبب المصلي في وفاة الكثير؛ وبسبب ضعف اداء مكتب الصحة في ذمار وعلاقات المصلي لا أحد يحاسبه؛ كما أن بسمته الصفراء امام المريض ومرافقوه وأخلاقه المصطنعة تجعل من الكثير يلقون باللائمة على القضاء والقدر؛ فلا يتصوروا ان ملاك الرحمة المبتسم هو السبب في وفاة مريضهم.

محمد المصلي ليس وحده؛ هناك الكثير غيره؛ في ذمار وباقي محافظات اليمن؛ لكنه أبرز الدجالين في ذمار؛ من الذين يمتهنون الطب بدون تخصص ولا فهم ولا يملك مستشفاه الكوادر المتخصصة والمؤهلة ولا الأجهزة الطبية اللازمة لعلاج الحالات التي يدعي القدرة على معالجتها؛ وبين المصلي وبين الطب الحديث ما بين هاني بن بريك والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل؛ فما درسه في الطب انتهى عصره منذ عقود؛ ووصفاته الدوائية ثابتة منذ أن عرفه الناس في ذمار قبل عقود؛ وباتت محفوظة عن ظهر قلب لكل صيادلة ذمار؛ ويكتبها بمجرد ان يشير المريض الى مكان الوجع قبل حتى أن يتحدث.

لم يعد للمصلي علاقة بمهنة الطب؛ فما درسه انتهى؛ وتغيرت وسائل التشخيص والعلاج؛ وتتغير كل يوم؛ والمصلي ثابت كما هو من عشرات السنين؛ لا يحضر ندوات ولا مؤتمرات علمية ولم يدرس تخصص ولا يتقدم بأبحاث؛ فهو مشغول بجمع المال؛ والمال فقط؛ بغض النظر عن المآسي التي يتسبب بها.

بين يدي تقارير طبية موثوقة تثبت وبما لا يدع مجالاً للشك ان المصلي قتل الطفل "عادل غلام الزقلة" بدجله ومعالجته لحالة لا يملك فيها خبرة ولا يملك مستوصفه الأجهزة اللازمة لمعالجتها؛ هذه حالة واحدة من الآلاف التي تسبب المصلي ومستوصفه بوفاة المرضى أو بمضاعفات خطرة لهم؛ والكثير يصمت؛ فمواجهة المصلي متعبة وتحتاج لجهد ومال؛ والمواطن في اليمن عادة ما يرضى بما يصيبه تحت بند "قضاء وقدر".

—-

صورة مع التحية للسلطات المختصة في وزارة الصحة بصنعاء ومكتب الصحة بمحافظة ذمار؛ وكما أسلفت؛ ليس المصلي وحده من يقتل الناس؛ لكنه كبيرهم في مدينتنا ذمار.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص