د.عادل الشجاع
لا فرق بين أتباع إيران وأتباع السعودية والإمارات سوى طريقة الركوع والسجود
الساعة 08:42 مساءاً
د.عادل الشجاع

 

الحرية فطرة تولد مع الإنسان لكن العبودية اختيار يختارها البعض ، أو تفرض عليهم بسبب القابلية الموجودة لديهم ، ومن ينظر إلى وضع الناس في كنف الحوثي ووضعهم في كنف السعودية والإمارات ، سيقول بأننا شعب لا يعرف معنى الحرية ولا يقيم لها وزنا ، مهما تشدق المتشدقون بعبارات ممجوجة ، فالواقع يقول إن هذا الشعب لم يغادر مربع العبودية منذ مئات السنين ، فالفارق بين عبيد الإمامة بالأمس واليوم وعبيد الاستعمار بالأمس واليوم هو الشكل الخارجي فقط ، أصبحت ملابسنا عصرية ونمتلك السيارات والمساكن الحديثة ، لكن في دواخلنا نفسية العبيد .

خذوا على سبيل المثال مجلس القيادة الرئاسي والحكومة وقادات المليشيات وقادات الأحزاب والإعلاميين والمثقفين جميعهم يشعرون بأنهم مازالوا يعيشون مرحلة القصور العقلي ولم يبلغوا سن النضج أو سن الرشد ، لذلك يعيشون حالة من التبعية للسعودية والإمارات ويتلذذون بذلك ويقولون لأتباع الحوثي سيدنا أفضل من سيدكم ، فبعد أن توفرت لهم فرصة أن يكونوا في طليعة الأحرار قرروا أن يكونوا وراء قضبان التبعية .

لانجد جوابا حتى الآن ، لسؤال : لماذا أصبح كل هؤلاء في خدمة الخارج على حساب خدمة وطنهم ، ولماذا يرفضون سلوك طريق الأمم الوطنية ويصرون على المضي في طريق العمالة والعبودية ؟ لسنا بحاجة لكثير من الجهد كي نكتشف مكمن التبعية في بلادنا ، فأتباع إيران غارقون حتى آذانهم في التبعية ، وأتباع السعودية والإمارات غارقون حتى آذانهم في العمالة والتبعية وجميعهم مهمتهم كبح جماح الأحرار من اليمنيين ، فجميع الأطراف يعرفون قدر أنفسهم ، فكل طرف يعلم علم اليقين بأنه لا يصلح لأن يقود اليمن نحو التقدم والاستقلال ، بل كل ما يستطيع فعله ، هو قيادة اليمن نحو التبعية والتمزيق .

يصدق فيهم قول افلاطون : لو امطرت السماء حرية لرأينا بعظهم يحملون المظلات ، وهذا ما وجدنا عليه أتباع الحوثي وأتباع السعودية والإمارات لا يستطيعون العيش إلا في مستنقع العبودية ، والأدهى من ذلك يفاخرون بها وكأنهم ملكوا وسام العز أو تاج الوطنية ، وما يثير اشمئزازنا هو أن ترى هؤلاء أكلوا من خيرات اليمن ويتقلدون مناصب باسمها ، لكن ولاءهم لدول أخرى ، يصدق فيهم قول الشاعر :
من رضع من ثدي الذل دهرا  .. رأى في الحرية خرابا وشرا .

إن الترويض النفسي الذي درج عليه هؤلاء العبيد جعلهم لا يحتملون التحرر والانعتاق ، لذلك يعادون الجمهورية والوحدة وينحازون للحوثي كممثل للإمامة والسعودية والإمارات كممثل للاستعمار ، يتوقون للذل ، وهم يبحثون عن أي عجل كي يسجدون له ، نفوسهم ميتة ، لذلك يعشقون استقرار أجسادهم الميتة ، فكلما طردهم سيد بحثوا عن سيد آخر ، لأن في نفوسهم حاجة للعبودية ، فالذي يفر من عبودية الحوثي يذهب إلى عبودية السعودية والإمارات ، ومن يفر من عبودية السعودية والإمارات يذهب إلى عبودية الحوثي ، لم نجد أحدا حتى الآن يفر نحو الحرية والانعتاق !.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص