سام الغُـباري
ربطة عنق وعمامة !
الساعة 03:28 صباحاً
سام الغُـباري


بقلم: سـام الغُــباري
لا تندهشوا من "حمود عباد" الذي عيّنه الحوثيون أمينًا للعاصمة ، فتلك مكافئة لإستجابة الرغبة الهاشمية في الحشد الضخم التي أدارها الرجل لتعبئة المقاتلين على أسوار عائلة "صالح" . جاء بهم من ادغال القرى وبيوتات مدينة ذمار التي ينتمي إليها جغرافيًا لإنهاك رئيسه السابق وقتله .
- اقسم اليمين على حماية الحوثي ونظامه السلالي ، خلع ربطة العنق التي ارتداها في الأيمان السابقة مع صالح وهادي ، وزيرًا ومحافظًا . خلعها كتقليد إيراني يعتبر ربطة العنق شكلًا مماثلًا للصليب المسيحي . ذات يوم اتصل به "صالح" فارتجف الرجل وصاح بصوته الجهوري : اهلاً سيدي ومولاي ! ، كان يستمع إلى رئيسه في خشوع ثم أردف قائلًا : ماذا فعل لنا الهاشميون؟ انت الإمام والولي والوصي ونقسم الله ونعاهده على الاخلاص لكم سيدي الرئيس ما حيينا ! .
بعد عشرة اعوام قتل غلمان "حمود عباد" سيده الرئيس ! . في ذكرى عاتية أكثر قِدمًا انخرط "عُباد" في تعاوينات الرئيس الراحل ابراهيم الحمدي ، ويوم مقتله الغامض انطلقت فصاحة الرجل في نظم قصيدة استعراضية يمدح فيها الرئيس "الغشمي" المتهم الأول بقتل "الحمدي" جنى من وراءها ٥٠ الف ريال يمني - كانت تعادل في حينها ٤٠ الف دولار - ثم طار الى القاهرة ليشتري أول شقة له من دم النفاق . - خرج صالح من الحكم فقال لنا في حضور انتخابي حاشد بمدينة ذمار أن الرئيس هادي له من اسمه نصيب فهو عبدٌ للرب ومنصور اسم والده وتلك دلالة على انتصاره ، وأما هادي فهو أهدأ الناس واكثر حلمًا وحكمة ! .
لم يكن "علي عبدالله صالح" قد خرج من الحُكم عمليًا إلا أن "عباد" ادرك اليابسة قبل أن يغرق "صالح" وعُشّاقه بسفينة "تيتانك" في عرض المضيق . - ربطة العنق التي تخلى عنها الهاشميون في مناطق سيطرة الحوثيين توازيها عمامة "عمر الكاف" الخضراء التي اعتمرها للدلالة على صوفيته الحضرمية واعلان هيئته الحقيقية بعد تدثره الطويل بربطة عنق انيقة وخطاب مدني عن "المواطنة" . يُفسّر الهاشميون المواطنة المتساوية على انها "حق اعلان الهاشمي عن عرقه وتسيّده" ! ، يتلو ذلك تشكيل وعي مُضلل في رؤوس العامة ، يبنون سدًا منيعًا من رفض فكرة الولاية الهاشمية بعد خسارة تنظيم "انصار الله" العسكرية الوشيكة .
وقد تتوالى قريبًا اعلانات "جريئة" من رؤوس هاشمية تتبرأ من الحوثيين لتحويلهم الى مناضلي اللحظة الاخيرة واشاعة خطاب "المواطنة" والشراكة لتأمين بويضة الهاشمية في جدار الزمن حتى يحين موعد تلقيحها بعد عقود من التراجع خلف راية "الحوثي" . - لقد جرّب اليمنيون منح الثقة للهاشمية وعناصرها ، كانت المرة الاخيرة في ضجر المحاربين الاوائل من القتال لتحقيق جمهورية ٢٦ سبتمبر الخالدة ، ولمّا تسلل الإماميون مجددًا برداء جمهوري جاء "حسين الحوثي" بعد ٣٤ عامًا لتلقيح بويضة الهاشمية فانجبت من احشائها مئات الآلاف المرتبطين سلاليًا بالعرق الواحد ، وفي كل خطوة خطرة نحو "صنعاء" سقطت اقنعة عناصرهم ، ومع حماس التغيير كان الحوثي القوة الصاعدة من خارج دائرة النظام ، وحوله تجمّع الحمقى المستأجرين لتأدية فروض تمثيلية باهتة ، رقصوا مع الذئاب واشعلوا النار في خصومهم ، كان الذئب يعوي فيقولون : إنه صوت الأمل ، سيمفونية الخلاص ! . - في هذه الحرب جاء الايرانيون بعمامة "الخميني" السوداء لتوحيد الهاشميين من اصقاع الدنيا وتوجيه عيونهم نحو "مكة" .
خالد مشعل وحسن نصر الله وعبدالملك الحوثي وباقر النمر والصادق المهدي وآية الله السيستاني ، علاقتهم مع الدول قائمة على دعم الجيوب المسلحة بداخلها ، ومعهم يتزاحم المغردون والكتبة وتتناسل القنوات والمواقع الاليكترونية لتحقيق اكبر قدر من التضليل دفاعًا عن الهاشمية كعنصر زئبقي قادر على الهرب في اللحظة الحاسمة وابقاءه نابضًا في ثلاجة الموتى وإدانة الحركة المسلحة التي كان يغذيها بأفراده وامواله ومفكريه وناشطيه وحلفائه .
- كل الهاشميين يشبهون "حمود عباد" إلا أن طبائعهم تختلف فقط ، في احشائهم يسكن "الخميني" وفي كتبهم تعيش كربلاء الى الابد ، وفي ضمائرهم خيانة لكل العرب ، وفي اقاصي ادغال افريقيا ينقرض "وحيد القرن" مُعلنًا نهاية حيوان ثمين ، ومن غيابه الأبدي نتعلم أن الكائنات الرخيصة تبقى حية كالذباب ، نقتلها في كل منزل لكنها لا تنقرض . .
استعملوا بف باف ! 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص