محمد القادري
القوات الجنوبية ومحاربة الإرهاب
الساعة 07:25 مساءاً
محمد القادري

نماء وترعرع تنظيم القاعدة في اليمن مثل نماء وترعرع جماعة الحوثي تماماً ، الطرفان المتشاركان في الحكم والمتقاسمان السلطة والجيش هما من كانا وراء نمو الطرفين.
دعما جماعة الحوثي بهدف استخدام كل طرف منهما لإضعاف الآخر ، كما كان هناك هدف لإستخدامها لإبتزاز الجيران لتقديم دعم لمحاربتها كون مكان التمركز على الحدود.


بينما دعمهما لتنظيم القاعدة كان ناتج عن أن أحد الاطراف يعتبرها له علاقة تقارب فيه كون نشأتها الدولية انشقاقاً من تنظيمه الدولي ، بينما الطرف الآخر دعمها من أجل ابتزاز المجتمع الدولي بحجة أن الإرهاب يأتي بسبب الجوع والفقر ونريد دعماً للقضاء على ذلك ، بينما اتفق الطرفان على توجيه ذلك التنظيم للتمركز في الجنوب بهدف استخدامه ضد أي قوة أخرى قد تنشأ مناوئة لنظام الحكم.

بعد أحداث ما يسمى بثورة الربيع العربي ، سيطرت الحوثية على صعدة بينما سيطرت القاعدة على أبين إلا أنه تم تحريرها حينها ، وعندما تقدمت الحوثية لتسيطر على صنعاء وكل الشمال وأتجهت نحو الجنوب وعلى إثر ذلك انطلقت عاصفة الحزم وتدخل التحالف واندلاع الحرب لمواجهتها أتجهت القاعدة لتسيطر على حضرموت ولكنه تم تحريرها بعد ذلك.

كانت الحوثية تستخدم القاعدة كمبرر لشنها للحرب ، كما كانت الأخرى تدعي وجوب جهاد الحوثية وتزعم أنها عدوها الأكبر ، إلا ان الأحداث كشفت ذلك الزيف ، فما يحدث هو أن الارهاب يتحالف مع الإرهاب وكلاهما يتخادمان ويتقاربان ويتحدان في موقف خوض معركة ، فها هو الحوثي يستخدم القاعدة كوسيلة حرب في المناطق المحررة كالجنوب بما يخدمه عسكرياً ويعزز بقاءه في الشمال.

القوات الجنوبية اليوم تواجه الإرهاب المتحالف ، تحارب القاعدة في أبين وتصد الحوثي الذي يشن الهجوم على الجبهات بحدود أبين وفي الضالع ولحج.

وتقدم هذه القوات تضحيات كبيرة ونضالات عظيمة ، كما قدمت الكثير من جنودها الذين ارتقوا شهداء أثناء قيامهم بمحاربة القاعدة ، وهذا أمر يشكرون عليه ، وعمل يستحق الاشادة والامتنان من الجميع ، بل ويجب مساندتهم الدائمة حتى يتم القضاء على كل الأوكار ويتحقق التطهير الشامل.

الإرهاب إساءة للدين ، وكابوس للوطن ، فالإرهاب لا دين له ، ومعركة القضاء عليه معركة مقدسة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص