محمد القادري
إلى محمد بن سلمان: سلام عبر مبادرة المملكة أو حسم عبر اتفاق الرياض
الساعة 03:58 مساءاً
محمد القادري


 
في ظهور تلفزيوني لولي عهد المملكة السعودية الشقيقة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، قال فيه ان المملكة ستدعم اليمن اقتصادياً في حالة اذا تم ايقاف الحرب ، ودعا ميليشيات الحوثي للحوار والجلوس على طاولة المفاوضات.

وهذا الكلام وان كان لم يعبر عن حقيقة المقصد لقائله ، إلا ان ظاهره لم يشخص مشكلة اليمن الحقيقية وينتقي المفردات للتعبير بشكل صحيح ، إذ انه من ظاهره ساوى بين المناطق المحررة وغير المحررة وبين الحوثي والاطراف المناهضة للحوثي وفيه خطأ التعميم المشترط بالدعم الاقتصادي. وهذا ما يفرض ان نفرق بين مصطلح ايقاف الحرب ومصطلح تحقيق السلام.

ايقاف الحرب مطلب عندما تكون الحرب بين دولة ودولة أخرى  وعندما تتوقف يظل كل طرف بمحله.

اما في اليمن فهي حرب داخلية بين الدولة والانقلاب الحوثي والمطالبة بإيقافها معناه ان تتوقف المواجهات ويظل كل طرف بمحله ومسيطر على ما تحت يديه وهذا يصور ان الحرب في اليمن بمثابة حرب  بين قبيلة وقبيلة اخرى.

ولكن مطلب تحقيق السلام معناه القضاء على السبب الحقيقي للحرب وعدول صاحب عن اقتراف خطأه. وهذا ما يفرض علينا ان نطالب بتحقيق السلام الحقيقي في اليمن ، وهذا السلام لن يتحقق إلا بتحقيق مبادرة المملكة التي قدمتها قبل فترة لأنها مسار صحيح نحو القضاء الجذري على مشكلة الحرب ، وهذه المبادرة مقبولة واقعياً وتعتبر حجة على إيران لأنها اشترطت تقديم المملكة لمبادرة لايقاف الحرب وستقبل بها ، كما انها حظيت بتأييد من المجتمع الدولي. وهنا يجب ان تكون مطالب تحقيق السلام في اليمن نابعة من هذه المبادرة وداعية للاستجابة لها والجلوس للمفاوضات على ضوءها.

أيضاً اشتراط دعم المملكة اقتصادياً لليمن في حالة ايقاف الحرب. فهذا معناه مساواة بين المناطق المحررة وغير المحررة.

وفي حالة عدم ايقاف الحرب وعدم استجابة الحوثي للمفاوضات ستظل المعاناة للجميع وهذا خطأ ، اذ يفترض ان يقدم الدعم الاقتصادي للمناطق المحررة بطريقة تعيد القيمة للعملة وتنخفض الاسعار وتتوفر الخدمات بشكل يميز المناطق المحررة عن غير المحررة التي ستظل في معاناة وتدهور العملة وارتفاع الاسعار . ويكون هذا التميز دليلاً للتفريق بين المحرر وغير المحرر وبين الحوثي والاطراف المناهضة له وبين الدولة والانقلاب وبين إيران ودول التحالف ،

من جهة اخرى يجب ان يطرح هناك البديل في اي خطاب يدعو للحوار في حالة رفض الحوثي للمفاوضات وعدم قبول مبادرة المملكة. والبديل هو الحسم لتحقيق السلام ، والحسم يجب ان يكون عبر تنفيذ اتفاق الرياض الذي سيقضي على الصراع في المناطق المحررة ويوحد جميع الاطراف المناهضة للحوثي ويجعل الجبهات العسكرية جبهة واحدة ، وان كان هذا الاتفاق يحتاج توسيع ليشمل كل الاطراف كالمكتب السياسي للمقاومة الوطنية فليتم توسيعه بوقت قريب بما يجعل الدولة الشرعية للجميع ويحتوي جميع الاطراف ويوحد الجميع ضد الحوثي عدو الجميع.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص